المرأة في قطاع المؤسسات والشركات

المرأة في قطاع المؤسسات والشركات  


حققت المرأة تقدماً ملحوظاً في سوق العمل وقطاع الشركات والمؤسسات خلال العقود الماضية، حيث تجاوزت الحدود التقليدية وأصبحت تتولى أدواراً ومناصب قياديةً ومؤثرة. وتقوم المرأة اليوم بدورٍ فاعل في تعزيز أهمية التنوع والشمولية في مكان العمل مما يساهم في النمو المستدام للمؤسسات.

تأثير جوهري

تقوم النساء بدورٍ محوري في بناء بيئات عملٍ تتميز بالمرونة والديناميكية حيث تسهم المرأة بمنظور متفرد ووجهات نظر تثري بدورها من آلية اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتعزّز من التعاون والتواصل المفتوح في مكان العمل. وتتميز المرأة بقدرتها على اتخاذ القرارات التي تعمل على تعزيز نمو المؤسسة وتساعد على رفع الإنتاجية والكفاءة وتحسين رضا الموظفين. هذا بالإضافة إلى أن المرأة بطبيعتها تملك تعاطفاً أكبر تجاه الآخرين وهو ما يسهم في بناء ثقافةٍ مؤسسية داعمة وأكثر شمولية تدرك أهمية التنوع وتمكين الأفراد.

علاوةً على ذلك، تتجه القيادات النسائية نحو الممارسات الأخلاقية في الأعمال من خلال قيادة مبادرات تركز على الاستدامة والتنوع والمسؤولية الاجتماعية وهو ما يعزّز من نجاح المؤسسات وأثرها الإيجابي على المدى الطويل.

ولهذا تدرك الكثير من المؤسسات اليوم أن ضم النساء إلى صفوف موظفيها يعتبر أكثر من مجرد متطلب لتحقيق التنوع والشمولية في مكان العمل، فقد أظهرت الدراسات أن المؤسسات التي تضم قيادات وفرق عمل متنوعة من الجنسين تتميز بالابتكار والكفاءة وتحقق عوائد مالية أفضل.

المرأة في قطاع إدارة المرافق

إذا ما تناولنا إدارة المرافق، فقد شهد هذا القطاع تطوراً ملحوظاً من قطاعٍٍ تهيمن عليه الأدوار التقليدية للرجال إلى قطاعٍ يقدم فرصاً أكثر للنساء. ويتجه قطاع إدارة الخدمات الحديث نحو التركيز على الاستدامة والتقنية وكفاءة الطاقة والتخطيط الاستراتيجي.

ويمكن للمرأة التميز وتحقيق النجاح في أدوارٍ عديدة في هذا القطاع مثل إدارة المشاريع والاستشارات المتعلقة بالاستدامة وقيادة العمليات مستفيدةً بذلك من نقاط قوتها في التواصل وأداء المهام المتعددة، هذا بالإضافة إلى القيام بأدوار ميدانية كتلك المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية والبيئة. ومع إقبال المزيد من النساء على قطاع إدارة المرافق، فإننا نشهد الآن تغيراً تدريجياً وواضحاً في ثقافة العمل وآليات القيادة، حيث تُضفي القيادات النسائية في هذا القطاع بُعدًا إنسانيًا يتمثل في التعاطف والتعاون، وتتميز بنهج إداري شمولي يُعدّ عنصرًا جوهريًا في قطاع إدارة المرافق الذي يتمحور بطبيعته حول الأفراد.

المرأة العمُانية تكسر الحواجز

تبرز أهمية دور المرأة العُمانية في سوق العمل من خلال النمو المستمر لمشاركتها الاقتصادية في السلطنة. حيث يبلغ عدد النساء العُمانيات العاملات اليوم أكثر من 250 ألف امرأة وتمثل النساء العُمانيات في القطاع الخاص 49% من إجمالي العُمانيات العاملات بينما تبلغ نسبة العُمانيات في القطاع الحكومي 42% وذلك حسب آخر احصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا بالإضافة إلى 9% من النساء اللواتي يعملن في مؤسسات المجتمع المدني أو أعمالهن الخاصة وغيرها. جديرٌ بالذكر أن 55% من العُمانيات في القطاع الخاص يتولين مناصب قيادية متوسطة ومناصب عليا، وهو ما يؤكد على حضورهن القيادي ويعكس تحولاً إيجابياً نحو التنوع والتكافؤ في القوى العاملة العُمانية.

التحديات

بالرغم مما حققته المرأة من تقدمٍ في قطاع المؤسسات وسوق العمل إلا أن التحديات لازالت مستمرة مثل فجوة الأجور بين الجنسين وضعف تمثيل المرأة في المناصب القيادية والتحدي الدائم لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية وتلبية متطلبات العمل ومتطلبات الأسرة وضغط التوقعات المجتمعية بالإضافة إلى التحديات الثقافية والاجتماعية التي قد تحد من حصول المرأة على بعض الفرص وتؤثر على مشاركتها في بعض المجالات والأدوار.

جهود مشتركة

إن التغلب على هذه التحديات لا يقع على عاتق المرأة وحدها، حيث إنه لابد من تكاتف الجهود بين المؤسسات وصنّاع القرار والمجتمع من أجل بناء بيئةٍ داعمة تتميز بالشمولية والمساواة وتدعم نجاح المرأة. وعلى المؤسسات أن تسعى لتطبيق سياسات تعزز من المساواة وتحرص على بناء بيئةٍ عمل تتسم بالشمولية والتنوع والمرونة في ظروف العمل. بالإضافة إلى تخصيص برامج للتطوير المهني وتوفير فرص التوجيه الهادفة إلى تمكين الكوادر النسائية في المؤسسات.

كما أن المؤسسات التي تولي أهميةً بالغة للشمولية وتمكين قيادة المرأة وتعزيز دورها، تتمتع بفرصٍ مستقبلية أفضل للنمو وتحقيق نتائج أكثر استدامة.


إعداد: سامية المعمري